السمندل

هل تعلم؟

أن السَمَنْدَل حيوان يتلذَّذ بالنّار ولا تحرقُه ولا تؤثّر فيه

يوجد حيوانٌ يقال له سَمَنْدَل هذا الحيوانُ يتلذَّذ بالنّار ولا تحرقُه ولا تؤثّر فيه وهو مثلُ غيرِهِ من الحيوانات مركبٌ من لحم ودم، حتّى إنّ الفِراء والمناديل المُتَّخذةَ من جلده إذا اتّسَخَت تُطْرَح في النار، وحتّى إنّه يُغمَسُ في الزّيت ويُشْعَل نارٌ ثم لَما ينتهي الزّيت تنطفئ النارُ وتبقَى هذه المناديل وقد ذهب عنها الوسَخ ولم تحترق، هذا جعله الله تعالى دليلاً لنا على أن النارَ لا تخلق الإحراق بل الله تعالى هو الذي يخلقُ الإحراق إثرَ ملامسَة النار، أي أن النّار لا تخلق الإحراق بطبيعتها وأنّها لا تؤثّر بطبعها في الإحراق أي بدون إرادة الله وخلقِ الله تعالى لهذا الإحراق، فالله تعالى هو الذي يخلق الإحراق، ليست النار تخلق الإحراق. هذا دليل عِيانيّ نصبَه الله تعالى لعباده حتى يزداد المؤمنون إيقانًا بأنه لا خالق إلاّ الله، أي أن الأسبابَ العادية الماءَ والخبزَ والنارَ والدواءَ وغيرَ ذلك من الأسباب العاديّة لا تخلُق مُسبَّباتها وأنه لا ضارَّ ولا نافع على الحقيقة إلاّ الله، أي أن شيئًا من الأشياء من الأسباب العاديّة لا يظْهَر منها مسبّباتُها إلا أن يكونَ الله شاءَ في الأزل أن يحصُلَ المسبَّب إثر هذا السَّبَب لأنّ السّببَ لا يخلُق ذلكَ المسَبَّبَ، إنّما الله هو خالق ذلك المسبَّبِ زيادةً في الإيقان بأن الله تعالى هو خالق كلّ شىء وأنَّ الأسباب العاديَّة لا تخلُق إنما الله تعالى يخلق إثر استعمالها ذلك المُسَبَّبَ.