الشيخ إبراهيم الدسوقي

مشايخ الصوفية علماء أولياء

العارف بالله القطب الشيخ إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه

ومنهم الأستاذ الكبير والقطب الغوث الشهير حامل لواء المعالي، وقائد ركبان الأعالي، الواقف على متن المنهاج الحقيقي، مولانا السيد إبراهيم الحُسيني الدسوقي رضي الله عنه، وهو إبراهيم بن أبي المجد بن قريش بن محمد بن النجا ابن عبد الخالق بن القاسم بن جعفر بن عبد الخالق ابن أبي القاسم الزكي بن علي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي الزاهد ابن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه القرشي الهاشمي.
أخذ الطريقة ولبس الخِرقة من الشيخ نجم الدين محمود الأصفهاني، وتخرج بصحبة الشيخ نور الدين عبد الصمد النظري، وبصحبة الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنهم، ثم برع واشتهر وشهد له رجال وقته بالولاية الكبرى والقطبية العظمى وانتهت إليه رئاسة الطريق.
ويقول الشعراني: هو أحد الأئمة الذي خرق له العادات، وأوقع له الهيبة في القلوب، وانعقد على فضله إجماع المشايخ، وكان مقصودًا بحل المشكلات.
فهو الشيخ الكامل صاحب الأفهام العرفانية، والعلوم اللدنية، والأسرار الربانية كان له المقام العالي في قلوب العلماء والملوك والمهابة في الصدور، وقُصد للزيارة والتبرك من سائر الآفاق، وأمر التمساح أن يلفظ الصبي الذي ابتلعه فخرج التمساح ولفظه بحضرة الناس، فإن الله قد خرق له العادات وأظهر على يديه العجائب.
وكان يقول قدس الله سره: من لم يكن عنده شفقة ورحمة على خلق الله لا يرقى مراقي أهل الله، وكان يأخذ العهد على المريد فيقول له: يا فلان اسلك طريق النسك على كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا، وعلى أن تتبع جميع الأوامر الشرعية، والأخبار المرضية، والاحتفالَ بطاعة الله عز وجل قولا وفعلًا واعتقادًا.
وأن لا تنظرَ يا ولدي إلى زخارف الدنيا ومطاياها وقماشها ورياشها وحظوظها، واتبع نبيك في أخلاقه، فإن لم تستطع فاتبع خُلُقَ شيخِك، فإن نزلت عن ذلك هلكت، واعلم يا ولدي أن التوبة ما هي بكتابة درج ورق ولا كلام من غير عمل إنما التوبة العزمُ على ارتكاب ما الموتُ دونه، فصف أقدامك يا ولدي في حندس الليل البهيم، ولا تكن ممن يشتغل بالبطالة ويزعُم أنه من أهل الطريق.
وكان يقول قدس الله سره: لو هاجر الناس مهاجرة صحيحة طالبين الله خالصًا ودخلوا تحت أوامره لاستغنوا عن الأشياخ، ولكنهم جاءوا إلى الطريق بعلل وأمراض فاحتاجوا إلى حكيم.
وكان يقول قدس الله سره: قوة المبتدي الجوع ومطره الدموع وفطره الرجوع، وأما من أكل ونام ولغا في الكلام، وترخص وقال ما على فاعل ذلك من ملام فلا يجيء منه شىء والسلام.